قدم جائحة COVID-19 تحديًا غير مسبوق للصحة العالمية، مما دفع إلى البحث السريع عن الأدوية الموجودة التي يمكن إعادة توظيفها لمكافحة الفيروس. برز الراباميسين، وهو مركب ذو خصائص دوائية متنوعة، كمرشح محتمل نظرًا لتأثيراته المعروفة على العمليات الخلوية ذات الصلة بالعدوى الفيروسية والاستجابات الالتهابية. تتركز الفرضية الأساسية على قدرة الراباميسين على تعديل مسار mTOR، الذي يلعب دورًا في كل من تكرار الفيروس والاستجابة المناعية للمضيف.

أحد الجوانب الحرجة لحالات COVID-19 الشديدة هو 'عاصفة السيتوكين'، وهي استجابة مناعية مفرطة يمكن أن تؤدي إلى تلف كبير في الأنسجة. يُعتقد أن الخصائص المثبطة للمناعة والمضادة للالتهابات المعروفة للراباميسين، والناتجة عن تثبيطه لمسار mTOR، قد تخفف من هذه العاصفة السيتوكينية. من خلال إضعاف الإنتاج المفرط للسيتوكينات المسببة للالتهابات، يمكن للراباميسين المساعدة في منع حالة الالتهاب المفرط التي تميز الحالات الشديدة للمرض. علاوة على ذلك، قد يلعب تأثير الراباميسين على تخليق البروتين والتمثيل الغذائي الخلوي دورًا أيضًا في الحد من تكرار الفيروس نفسه.

في حين أن الدراسات ما قبل السريرية والأطر النظرية تشير إلى فائدة الراباميسين ضد COVID-19، إلا أن الأدلة السريرية لا تزال قيد الجمع. يعد البحث في إعادة توظيف الأدوية أمرًا ضروريًا لتسريع توفر العلاجات، ويقدم الراباميسين ملفًا فريدًا نظرًا لسلامته وفعاليته المثبتتين في تطبيقات طبية أخرى. يسلط التقييم المستمر للراباميسين لـ COVID-19 الضوء على الطبيعة الديناميكية للبحث الصيدلاني، حيث يتم إعادة تقييم المركبات الموجودة باستمرار لفرص علاجية جديدة. مع تقدم الدراسات، سيصبح المساهمة المحتملة للراباميسين في إدارة COVID-19 وتفشيات الأمراض الفيروسية المستقبلية أوضح.